فيديو

صور

مفتاح

اضاءات

منشور

القرآن الكريم
العقائد الإسلامية
الفقه واصوله
سيرة النبي وآله
علم الرجال
الأخلاق
الأسرة والمجتمع
اللغة العربية
الأدب العربي
التاريخ
الجغرافية
الإدارة و الإقتصاد
القانون
الزراعة
الكيمياء
الرياضيات
الفيزياء
الاحياء
الاعلام
اللغة الانكليزية

إنَّ أحَدَ الأعمالِ المَقبولَةِ هُوَ دَفعُ الأشخاصِ الذينَ يُريدونَ العَيشَ عَنْ طَريقٍ مَشروعٍ، إلى العَملِ، وكذلكَ تشجيعُ مَنْ يملكونَ أموالاً أنْ يُنشِئُوا مؤسَّسَاتٍ ويُوجِدُوا أعمالاً للأفرادِ الأقوياءِ وأمثالِ هَؤلاءِ الأشخاصِ، في رأيِ الإسلامِ، ينالونَ تَوفيقاً كبيراً وحياةً حَسَنَةً.

قالَ عليُّ بنُ شُعيبٍ: دَخَلتُ على أبي الحَسَنِ الرِّضا (عليهِ السَّلامُ) فقالَ لي: «يا عَليُّ مَنْ أحسَنُ الناسِ مَعاشاً ؟ قلتُ أنت يا سَيّدي أعلَمُ بهِ مِنّي. فقالَ عليهِ السَّلامُ : يا عَليُّ مَنْ حَسُنَ معاشُ غيرِهِ في مَعاشِه».

إنَّ العملَ والنشاطَ الاقتصاديَّ يبعثانِ على الاعتمادِ على النفسِ ويقوِّيانِ الشخصيّةَ، ويمنحانِ الإنسانَ العِزَّةَ والشَّرفَ. كما أنَّ السَّعيَ للحصولِ على ضرورياتِ العيشِ دليلٌ على معرفةِ الواجبِ الاجتماعيِّ والاستغناءِ عنِ الآخرينَ.

إنَّ العملَ والجهادَ في سبيلِ تأمينِ الحياةِ الشريفةِ سببٌ للفخرِ وعاملٌ منْ عواملِ التفاهُمِ العائليِّ والاجتماعيِّ. وإنَّ الشخصَ الذي يكِدُّ ويجتهدُ لتأمينِ حياتهِ وحياةِ زوجتهِ وأبنائهِ، لهُ عندَ اللهِ عزَّ وجَلَّ أجرٌ عظيمٌ، ويحظَى لدَى عائلتهِ وفي مجتمَعِهِ بالتكريمِ والاحترامِ.

وأمّا الذينَ يرفضونَ العملَ، وهُم في حياتِهِم عبءٌ على الآخرينَ، أمثالَ هؤلاءِ يعيشونَ في ذُلٍّ وحقارةٍ، ويفتقرونَ لأيّةِ قيمةٍ في نظرِ عائلتهِم ومُجتمعِهِم، وينظرُ الناسُ إليهِم نظرةَ احتقارٍ.

والحقيقةُ أنَّ البطالةَ وكونَ الإنسانِ عالَةٌ على المجتمعِ ما هُما إلا قتلٌ للشخصيّةِ وسَحقٌ للشّرفِ الإنسانيِّ. إنَّ الشخصَ القويَّ الذي يستطيعُ أنْ يحصُلَ على لُقمةِ العَيشِ عنْ طريقٍ مشروعٍ، ولكنّهُ يمتَنِعُ عنْ ذلكَ إنَّما يَقضي على قِيمَتِهِ الاجتماعيّةِ، ويدفَعُ بنفسِهِ نحوَ هاويةِ السّقوطِ.

كانَ رسولُ اللِه (صلّى اللهُ عليهِ وآلهِ) إذا نظرَ إلى رَجلٍ فأعجَبَهُ قالَ: «هَلْ لَهُ مِنْ حِرفَةٍ؟ فإنْ قالُوا: لا . قالَ : سقطَ مِنْ عَينِي».

إنَّ ممارسةَ الآباءِ لأعمالٍ مشروعةٍ منْ أجلِ تأمينِ متطلّباتِ حياةِ أُسَرِهِم أمرٌ غيرُ كافٍ، بَلْ يجبُ عَليهِم أنْ يدفعُوا أبناءَهُم الشُّبّانَ للسَّعي والعملِ، ويتشاوَرُوا معاً في انتخابِ العملِ، وهذا العملُ بحَدِّ ذاتِهِ مِنْ شروطِ إيجادِ الانسجامِ وحُسنِ التفاهُمِ في مُحيطِ العائلةِ.